حوار بين روح ودمعة....وابتســـامة!!
الدمعة: لكنك ناديتني ... وقد عانق صدى صوتك مسمعي ...
ولذا فأني قد لبيت النداء
الروح : لا . .. لا ... أنا لم أكن أقصدك أنت أيتها الدمعة ،
لكني كنت أنادي البسمة ... أريدها أن تلامس شفتي .
الدمعة : لكني أحسست بأنك في حاجة لي ...
فأردت أن أغسل نفسك بمائي ، ولعلي أزيح عنك شيء ما قد يطبق على نفسك..
الروح: لكني أشتاق إلى البسمة ... وتحن روحي إليها ... وتهفو نفسي لمعانقتها والتلذذ بطعمها ....
ها أنا قد تعبت من صداقتك أيتها الدمعة ... وأنهك روحي المسير على طريقك ...
فناديت البسمة ... لكنها تجبرت عليّ ! وتعالت بزخرفها عني ... فأبت زيارتي
... لا تريد إلا أن تبتعد عني وهجري بلا عودة.فأخذت أناديها وأرجوها ...
لكن دون جدوى ..
الدمعة : ياه فأنت إذن لست بحاجة لي ... وأنا التي أتيت مسرعة ملبية لندائك
الخاطئ ... صدقيني يا صديقة أنا التي سوف أغسل همك... وأمسح غبار العذاب
عن جبينك ... صدقيني يا صديقة بأنك في أمس الحاجة إليّ الآن صدقيني.
هيا إبكي ... إبكي يا صديقة ... وأخرجيني من سجني ... وأخرجي نهري المتدفق
حباً ورحمة ... وأتركيه يجري في مآقيك ... كي يغسل كل ما تعانيه من ألم
وحرقة ... لقد مللت سجني هذا مثلك ... وأصبحت ذليلة فيه ... فما آن لك أن
ترحميني ... أن تخرجيني ... أن ترأفي بحالي .. فأنا أريحك من ألمك ...
أساعدك في إزاحة حطام حزن تكوم على كاهلك ... أفما آن لقلبك أن يرق لحالي
كما رق قلبي لحالك ... لا تعذبيني ... لا تنتظري البسمة لكي تساعدك وأن
تلبي ندائك فهي دائماً متعالية ... بخيلة ... لا تأتي إلا لمن تحب ...
وتخدم من هي توهمهم بلذتها ... ولن تكون إلا دقائق يقضونها معها ثم ما تلبث
أن ترحل عنهم لتحل بعدها سحب الحزن التي تمطر في سمائهم من جديد.
الروح : لكني قد سئمتُ الدموع ... وقد سئمت نفسي الإنطلاق في ساحات العذاب
... والذبول على عتبات الأسى في ربوعك ... والعيش في واحاتك المظلمة ...
وأنت ما زلت تعاتبيني لعدم رغبتي بك... وبمعانقتك.
الدمعة: لكني أساعدك في أحيان كثيرة ... فلماذا ترفضين معانفتي ... وقبول
صداقتي ... و دائماً سأكون عند قولي بأنك في أمس الحاجة لي... فلا تحاولي
نكران هذه الحاجة يا صديقة.
الروح : نعم ... نعم أنا فعلا بحاجة لك لعلك تغسلي عني بماءك المالح ...
جرح السنين وتداوي أوجاع مضى عليها الزمن ... إذن أنت صديقة لي لا أستطيع
نكرانها حقاً ... فهلمي وأروي عيني بفيضك الدافق ... ولا تتوقفي ... إلا
إذا رأيت طيف البسمة آتي من ربوع روحي وخلايا فؤادي قادماً من مسافات
السنين ... ومن بين جموع الحزن ... وقد أفلت من جميع قيوده ... عندها
أهجريني ... لكن لا تهجريني لفترة طويلة فأنا كما قلتِ بحاجة لك دائما ...
فقد تكوني دمعة فرحٍ في عيناي
الدمعة: ما زلت مغرمة بالبسمة وترجي منها الإهتمام لحالك .. والنظر إليك من
نوافذ قصرها المشيدة بالفرح والمزدانة بالأغاريد والأنغام السعيدة...
مسكينة أنت يا صديقة ... فوالله إن قلبي ليرق لحالك ... لكم أنا راجية من
تلك البسمة أن تزرك.
الروح: أنا معك أيتها الدمعة بأني ليس لدي غنى عنك ... لانك تخففي عني هماً
يطبق على صدري كالجبل ... وتخرجي ما كبتته نفسي من أحاسيس حزينة ...
وتريحيني من كآبة عمر أسود.
لكني أيضاً ليس لدي غنى عن البسمة ... فهي التي تضيئ حياتي ... تجلو هم
نفسي ... وتأخذني إلى عالم الأحلام والسعادة ... وهي التي تمد روحي
بالحيوية ، وتبهج نفسي وهي بفضلها تكون الحياة سرمدية..
إذن فلنتفق معاً بأننا الثلاثة أصدقاء نكمل بعضنا البعض...روح ودمعة وإبتسامة .... فهل أنت توافقيني يادمعتي الغالية..